(حب الصحابة دين وإيمان وإحسان)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الصحابة جمع صحابي وهو كل من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك،
وهذا التعريف أحسن من قول بعضهم (كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم) لأنه يشمل الأعمى.
جاء في فضلهم الآيات والأحاديث والآثار فمن ذلك قوله تعالى (لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم)
وقوله (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود).
وقوله (والسابقون الأولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها أبدا)
وقوله (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار)،
وقوله (للفقراء والمهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون).
وقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري عن البراء رضي الله عنه (الانصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق فمن احبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله)
وقال صلى الله عليه وسلم (آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الانصار)، رواه البخاري في صحيحه
عن أنس رضي الله عنه وقال انس رضي الله عنه ايضا: رأى النبي صلى الله عليه وسلم والصبيان -أي من الانصار- مقبلين من عُرس فقام النبي صلى الله عليه وسلم ممثلاً فقال: (اللهم أنتم من أحب الناس إلي) قالها ثلاث مرات رواه البخاري في صحيحه.
وجاءته امرأة من الانصار ومعها صبي لها تكلمه فقال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده إنكم احب الناس إلي مرتين) رواه البخاري في صحيحه
وقال زيد بن أرقم قالت الانصار: يارسول الله إن لكل قوم اتباعاً وإنّا قد اتبعناك فادع الله ان يجعل اتباعنا منا فقال صلى الله عليه وسلم (اللهم اجعل اتابعهم منهم) رواه البخاري في صحيحه.
وجاء في الاثر ان ابن مسعود رضي الله عنه قال ان الله اطلع إلى قلوب العباد فعلم أنه لا يصلح للرسالة إلا محمداً فاصطفاه لذلك ثم اطلع الى قلوب العباد فعلم أنه لا يصلح لصحبه نبيه إلا اصحابه فاصطفاهم لذلك وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه «هم ابر هذه الامة قلوبا وأصدقها ألسناً وأقلها تكلفاً» أهـ
ولأجل هذا كان من جملة ما يكتبه أهل العلم ويسطرونه في كتب العقائد موقفهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فمن هؤلاء ما ذكره وكتبه ابوجعفر الطحاوي الحنفي رحمه الله في متن عقيدته فقال معتقدا له وداعيا إليه (ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان إحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان ونثبت الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه تفضيلاً له وتقديماً على جميع الأمة ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم لعثمان رضي الله عنه ثم لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهتدون وأن العشرة الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة نشهد لهم بالجنة على ما شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله حق.. إلى أن قال ومن احسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وازواجه الطاهرات من كل دنس وذرياته المقدسين من كل رجس فقد برئ من النفاق) أ.هـ
وقال شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم الحراني فيما كتبه لأحد قضاة واسط لما سأله عن المعتقد الصحيح
(ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله به في قوله تعالى (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل احد ذهبا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه)،
وقال ايضا: ولا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة... ويقرون بما تواتر به النقل عن امير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره من أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبوبكر ثم عمر ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي رضي الله عنهم كما دلت عليه الآثار وكما اجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة ويؤمنون أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبوبكر ثم عمر ثم عثمان ويحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خُم (اذكركم الله في أهل بيتي..) وقال (والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي) وقال (إن الله اصطفى بني إسماعيل واصطفى من بني اسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ويتولون ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين ويؤمنون بأنهن ازواجه في الاخرة... ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما منَّ الله عليهم به من الفضائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم الصفوة من قرون هذه الامة التي هي خير الامم واكرمها على الله. أ.هـ
وفي الختام جعلنا الله تعالى بمنّه وكرمه على هذه العقيدة في اصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم إلى الممات وداعين إليها إنه جواد كريم والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الصحابة جمع صحابي وهو كل من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك،
وهذا التعريف أحسن من قول بعضهم (كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم) لأنه يشمل الأعمى.
جاء في فضلهم الآيات والأحاديث والآثار فمن ذلك قوله تعالى (لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم)
وقوله (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود).
وقوله (والسابقون الأولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها أبدا)
وقوله (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار)،
وقوله (للفقراء والمهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون).
وقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري عن البراء رضي الله عنه (الانصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق فمن احبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله)
وقال صلى الله عليه وسلم (آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الانصار)، رواه البخاري في صحيحه
عن أنس رضي الله عنه وقال انس رضي الله عنه ايضا: رأى النبي صلى الله عليه وسلم والصبيان -أي من الانصار- مقبلين من عُرس فقام النبي صلى الله عليه وسلم ممثلاً فقال: (اللهم أنتم من أحب الناس إلي) قالها ثلاث مرات رواه البخاري في صحيحه.
وجاءته امرأة من الانصار ومعها صبي لها تكلمه فقال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده إنكم احب الناس إلي مرتين) رواه البخاري في صحيحه
وقال زيد بن أرقم قالت الانصار: يارسول الله إن لكل قوم اتباعاً وإنّا قد اتبعناك فادع الله ان يجعل اتباعنا منا فقال صلى الله عليه وسلم (اللهم اجعل اتابعهم منهم) رواه البخاري في صحيحه.
وجاء في الاثر ان ابن مسعود رضي الله عنه قال ان الله اطلع إلى قلوب العباد فعلم أنه لا يصلح للرسالة إلا محمداً فاصطفاه لذلك ثم اطلع الى قلوب العباد فعلم أنه لا يصلح لصحبه نبيه إلا اصحابه فاصطفاهم لذلك وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه «هم ابر هذه الامة قلوبا وأصدقها ألسناً وأقلها تكلفاً» أهـ
ولأجل هذا كان من جملة ما يكتبه أهل العلم ويسطرونه في كتب العقائد موقفهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فمن هؤلاء ما ذكره وكتبه ابوجعفر الطحاوي الحنفي رحمه الله في متن عقيدته فقال معتقدا له وداعيا إليه (ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان إحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان ونثبت الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه تفضيلاً له وتقديماً على جميع الأمة ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم لعثمان رضي الله عنه ثم لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه وهم الخلفاء الراشدون والأئمة المهتدون وأن العشرة الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة نشهد لهم بالجنة على ما شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله حق.. إلى أن قال ومن احسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وازواجه الطاهرات من كل دنس وذرياته المقدسين من كل رجس فقد برئ من النفاق) أ.هـ
وقال شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم الحراني فيما كتبه لأحد قضاة واسط لما سأله عن المعتقد الصحيح
(ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله به في قوله تعالى (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل احد ذهبا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه)،
وقال ايضا: ولا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة... ويقرون بما تواتر به النقل عن امير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره من أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبوبكر ثم عمر ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي رضي الله عنهم كما دلت عليه الآثار وكما اجمع الصحابة على تقديم عثمان في البيعة ويؤمنون أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبوبكر ثم عمر ثم عثمان ويحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غدير خُم (اذكركم الله في أهل بيتي..) وقال (والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي) وقال (إن الله اصطفى بني إسماعيل واصطفى من بني اسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ويتولون ازواج رسول الله صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين ويؤمنون بأنهن ازواجه في الاخرة... ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما منَّ الله عليهم به من الفضائل علم يقينا انهم خير الخلق بعد الانبياء لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم الصفوة من قرون هذه الامة التي هي خير الامم واكرمها على الله. أ.هـ
وفي الختام جعلنا الله تعالى بمنّه وكرمه على هذه العقيدة في اصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم إلى الممات وداعين إليها إنه جواد كريم والحمد لله رب العالمين.